recent
أخبار ساخنة

عمل الرسول قبل البعثة بالتجارة و زواجه من السيدة خديجة | السيرة النبوية

فريق العمل
الصفحة الرئيسية

عمل الرسول بالتجارة | السيرة النبوية | الحلقة الخامسة | نحن الطريق الأخضر 



عمل الرسول بالتجارة و زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد



( الحلقة الخامسة  )

لقد كان للأنبياء حرف ومهن شريفة  ،  مثل حرفة نوح عليه السلام في صناعة السفن  ، وحرفة داود عليه السلام بصناعة الدروع ،  و إشتغال موسى عليه السلام برعى غنم شعيب عليه السلام عشر سنين أجيراً في أرض مدين  ،  لتكون نتيجة عمله مهراً من         زواجه بأبنة شعيب عليه السلام.
 و لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجاً رائعاً لأهمية وقيمة العمل الشريف   ،   وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أي الكسب أطيب ؟ قال: عمل الرجل بيده, وكل بيع مبرور" ، كما أخرجه الطبراني في   الكبير والأوسط عن ابن عمر.
 وهذا يدل على ذم البطالة, والدعوة إلى العمل سواء للرجل أو المرأة, والبيع المبرور هو التجارة التي فيها كثير من الرزق والتي     يتحرى فيها صاحبها وجوه الحلال .
فكان الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم قدوة حسنة في العمل والاعتماد على النفس ، حيث عمل قبل البعثة بالرعي والتجارة ، ثم   شغلته الدعوة إلى دين الإسلام بعد البعثة .
تقدم / نحن الطريق الأخضر ـــ الحلقة الخامسة من السيرة النبوية / عمل الرسول صلى الله عليه و سلم فى التجارة | زواج الرسول صلى الله عليه و سلم بالسيدة خديجة رضى الله عنها  ـ و بهذا الموضوع  نوضح ماذا كان يعمل الرسول صلى الله عليه و سلم ، و    و ما هو منهج الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام  فى التجارة ، و كيف تعرف الحبيب المصطفى بالسيدة خديجة رضى الله عنها و    زواجه بها و العبر و الفوائد حول هذا الموضوع .
محتوى الموضوع :ـ 
  • أولاً :ـ عمل الرسول صلى الله عليه وسلم فى التجارة .
  • ثانياً :ـ منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فى التجارة .
  • ثالثاً :ـ كيف تعرف الرسول صلى الله عليه و سلم على السيدة خديجة رضى الله عنها .
  • رابعاً :ـ زواج الرسول صلى الله عليه و سلم بالسيدة خديجة رضى الله عنها.
  • خامساً :ـ الملامح المضيئة حول عمل الرسول صلى الله عليه و سلم فى التجارة و زواج الحبيب المصطفى من السيدة خديجة رضى الله عنها .

أولاً :ـ عمل الرسول  قبل البعثة صلى الله عليه وسلم فى التجارة .

كما علمنا فى الحلقات السابقة ان الرسول صلى الله عليه و سلم و هو غلام صغير كان يرعى الغنم ،  رعاها فى بنى سعد و فى مكة لأهلها على قراريط  و كان آنذاك فى الثامنة من عمره .
ثم بعد أن أصبح فى رعاية عمه ابا طالب ، رافق النبى عمه عندما كان يذهب بتجارته الى الشام فاستفاد من ذلك  و أصبح لديه خبرة كبيرة فى التجارة و كان عليه الصلاة و السلام يتاجر فى أسواق العرب الشهيرة مثل سوق عكاظ و المَجَنة .
و من هذة الأسواق و التعامل مع التجار و العمل بالتجارة كان له أثر كبير على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فى أنه أصبح أكثر خبرة و دراية بالتجارة و تكوين الرأى السديد و الفكر الجميل و سلامة الحكم فى المجالس بين الناس .

ثانياً :ـ منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فى التجارة .

كان للنبى عليه الصلاة و السلام منهج قويم و هدى نبوى فى التجارة ( البيع و الشراء )  ، يضمن للتاجر ان استقام عليه ان يبارك الله له فى تجارته و يكون مع النبيين و الصديقين و الشهداء يوم القيامة بفضل صدقه و بره و أمانته ، وكانت من أبرز خصائص      الهدى النبوى فى البيع و الشراء :ـ
- السماحة :ـ فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم  سمحاً فى بيعة و شرائه و معنى السماحة فى البيع ان يكون ليناً رفيقاً بالناس يشعر بأحوالهم و فى الحديث النبوى الشريف قال رسول الله  رحم الله رجلاً ، سمحاً إذا باع ، و إذا اشترى و إذا اقتضى  (صحيح البخارى ) .
- المساومة :ـ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يساوم فى البيع لا يغبن  ، اى يقدر ثمن السلعة التقدير العادل و يعرض على التاجر الذى يبيعها العوض الذى يراه مناسباً لها.
- الترجيح فى الميزان :ـ فقد كان من سُنة الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام ،الدعوة إلى ترجيح الميزان لصالح المشترى حينما   قال لأحدهم يوماً (زن و أرجح) .
- النهى عن التعامل بالبيوع المحرمة :ـ  و التى يتخللها الغبن و الخديعة أو الربا أو الغرر أو التجارة فى الأمور المحرمة التى تضر    الناس .

ثالثاً :ـ كيف تعرف الرسول صلى الله عليه و سلم على السيدة خديجة رضى الله عنها .

 أشتهر الرسول صلى الله عليه و سلم بالأمانة و الصدق و عندما اتم النبى الخامسة و العشرون من عمره ،  سمعت عنه السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها  و من هنا بدء التعرف بين الرسول صلى الله عليه و سلم  و السيدة خديجة رضى الله عنها  .
و السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها كانت امرأة تاجرة ذات شرف و مال  ،  تستأجر الرجال فى مالها و تضاربهم إياه بشىء تجعله لهم  . 
فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بلغها من صدق حديثه و عظم أمانته  و كرم أخلاقه ،  بعثت إليه و عرضت إليه أن يخرج فى مال لها إلى الشام تاجرا و تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة  . 
فقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك و خرج فى مالها  و خرج معه غلامها ميسرة إلى الشام  .
و قد نجح عليه أفضل الصلاة و السلام بتحقيق الأرباح الكبيرة من الصفقات التجارية الناجحة التى كان يعقدها مع التجار لصالح السيدة خديجة رضى الله عنها .

رابعاً :ـ زواج الرسول صلى الله عليه و سلم بالسيدة خديجة رضى الله عنها .

لما رجع الرسول صلى الله عليه و سلم الى مكة و باعت خديجة ما جاء به فتضاعف مالها و حلت به البركة  ،    أخبرها غلامها     ميسرة  بما رأى فى الرسول صلى الله عليه وسلم  عن فكره الراجح و عن شمائله الكريمة و منطقه الصادق و نهجه الأمين  .
و أخبرها ايضاً عن مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم بالراهب نسطورا و سؤال الراهب عنه حيث قال الراهب عنه :  ما نزل         تحت هذة الشجرة قط إلا نبى ، و ايضا اخبرها غلامها ميسرة انه كان عندما يشتد الحر كان ينزل ملكان يظلانه من الشمس و هو     يسير على بعيره .
فوجدت السيدة خديجة رضى الله عنها ضالتها المنشودة ، فتحدثت بما فى نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية ، ذهبت نفيسة بنت    منية تفاتح الرسول صلى الله عليه و سلم أن يتزوج خديجة ، فرضى بذلك و عرض ذلك على أعمامه فوافقوا بذلك  .
و ذهبوا  أعمام الرسول صلى الله عليه و سلم إلى عم خديجة( عمرو بن أسد )  و خطبوها إليه .
و حضر عم الرسول صلى الله عليه و سلم  (أبو طالب ) الخطبة  فقال :ـ  ( الحمد لله الذى جعلنا من ذرية ابراهيم ،و زرع اسماعيل ، و ضئضىء معد ، و عنصر مضر ، و جعلنا حَضَنَة بيته  ، و سُواس حرمه  ، و جعل لنا بيتاُ محجوجاً  ، و حرماً آمناً  ،  و جعلنا       الحكام على الناس
ثم إن ابن أخى هذا ، محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به ، فإن كان فى المال قل ، فإن المال ظل زائل ، و أمر حائل .
ومحمد من قد عرفتم قرابته .
و قد خطب خديجة بنت خويلد ، و بذل لها من الصداق ما آجله و عاجله ، من مالى : كذا . و هو ، والله ، بعد هذا له نبأ عظيم ،        و خطر جليل ) . 
فتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها  بعد قدومه مكة  بشهرين   . 
و كان الرسول صلى الله عليه وسلم آنذاك عمره خمسة و عشرين سنة و شهرين و عشرة ايام و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها آنذاك عمرها أربعين سنة    ، و أصدقها عشرين بكرة  .
كانت السيدة خديجة يومئذ أفضل نساء قومها نسباً و ثروة و عقلاً و كانت رضى الله عنها حازمة ، لبيبة ، شريفة ،حيث إنها تلتقى   مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النسب عند قصى بن كلاب الجد الرابع للنبى صلى الله عليه و سلم  و الجد الثالث لها    فهى خديجة بنت خويلد بن أسد ، بن عبد العزى ، بن قصى بن كلاب  . 
السيدة خديجة رضى الله عنها  اول إمرآة تزوجها الرسول صلى الله عليه و سلم  و لم يتزوج عليها غيرها حتى توفيت .
و كل أولاد الرسول صلى الله عليه و سلم سوى ابراهيم من السيدة خديجة  ، فولدت له أولا  القاسم (أبا القاسم )  ـ و كان الرسول    عليه أفضل الصلاة و السلام يكنى به ـ ثم زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة ثم عبد الله ، و كان عبد الله يلقب بالطيب و الطاهر   ،  
أولاده الذكور ( القاسم و عبد الله ) ماتوا فى صغرهم ، و لكن البنات أدركن الإسلام فأسلمن و هاجرن ، إلا أن أدركتهن الوفاة فى     حياة النبى  صلى الله عليه و سلم ، سوى فاطمة رضى الله عنها  فقد تأخرت بعده  بستة أشهر ثم لحقت به .

خامساً :ـ الملامح المضيئة حول عمل الرسول صلى الله عليه و سلم فى التجارة و زواج الحبيب المصطفى من السيدة خديجة رضى الله عنها .

يوجد نقاط مضيئة حول عمل الرسول صلى الله عليه وسلم فى التجارة و التى سنستفيد منها الكثير فى حياتنا و تنير طريقنا و أيضاً يوجد نقاط مضيئة حول اختيار الله للسيدة خديجة رضى الله عنها أن تكون زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم :ـ
- إن الأمانة و الصدق صفات التاجر الناجح  ،  و صفة الأمانة و الصدق فى التجارة فى شخصية النبى صلى الله عليه وسلم هى        التى  جعلت السيدة خديجة ترغب فى ان تعطيه مالها ليتاجر به و يسافر به إلى الشام ، فبارك الله لها فى تجارتها و فتح الله لها    من    أبواب الخير ما يليق بكرم الكريم .
ـ أن التجارة مورد من موارد الرزق التى سخرها الله لرسوله صلى الله عليه و سلم قبل البعثة ، و قد تدرب النبى صلى الله عليه و سلم على فنونها ، و قد بين النبى صلى الله عليه وسلم أن التاجر الصدوق الأمين فى هذا الدين يُحشر مع الصديقين و الشهداء  و   النبيين .
ـ  كان عمل الرسول صلّى الله عليه وسلّم في التجارة بداية مهمة في صقل شخصيته وتميزه بالمرونة ، لأنه سيتعامل فيما بعد  مع عدد كبير وأصناف مختلفة من الناس. 
ـ استفاد الرسول صلّى الله عليه وسلّم خبرة من الاختلاط بالتجار، خاصة كبار السن، وفتح المجال أمامه للنقاش، وحل المشاكل بين   الخصوم، وسماع الآراء، والتعقيب عليها، والاستفادة من المسابقات الشعرية.
ـ قد حصل الرسول صلى الله عليه و سلم فى هذة الرحلة على فوائد عظيمة بالإضافة الى الأجر الذى ناله ،إذ مر بالمدينة التى هاجر   إليها من بعد و جعلها مركزا لدعوته  ، كما كانت رحلته سببا لزواجه من  السيدة خديجة رضى الله عنها .
ـ كان زواج الحبيب المصطفى من السيدة خديجة بتقدير الله تعالى ، و لقد اختار الله سبحانه و تعالى لنبيه زوجة تناسبه ، و تؤازره ، و تخفف عنه ما يصيبه ، و تعينه على حمل تكاليف الرسالة و تعيش همومه . 
قال الشيخ محمد الغزالى رحمة الله عليه :ـ و خديجة مثل طيب للمرأة التى تكمل حياة الرجل العظيم ، إن أصحاب الرسالات يحملون   قلوبا شديدة الحساسية ، و يلقون غَبناً بالغاً من الواقع الذى يريدون تغييره ، و يقاسون جهاداً كبيرا فى سبيل الخير الذى يريدون    فرضه ، و هم أحوج ما يكونون إلى من يتعهد حياتهم الخاصة بالإيناس و الترفيه ، و كانت خديجة سباقة إلى هذة الخصال ،    و كان لها فى حياة محمد صلى الله عليه و سلم أثر كريم .
ـ يتضح من خلال قصة زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضى الله عنها أن النبى رغبها لشرفها و مكانتها فى قومها ، فقد كانت تلقب فى الجاهلية بالعفيفة الطاهرة .

و لمشاهدة الفديو







و بذلك يكون / نحن الطريق الأخضر من شخصيات  ـــ عرض موضوع هام جداً و هو عمل النبى صلى الله عليه و سلم فى التجارة و إنه كان له هدى و منهج فى التجارة   يضمن للتاجر ان استقام عليه ان يبارك الله له فى تجارته .
و أيضاً زواج الرسول صلى الله عليه و سلم بالسيدة خديجة رضى الله عنها و الملامح المضيئة من هذة الأحداث .
إلى اللقاء ،،،
انتظروا أعزائنا القراء الحلقة السادسة من السيرة النبوية و هى عن اشتراك الرسول صلى الله عليه و سلم فى بناء الكعبة المشرفة و تحكيم  رسول الله فى من يحق له من أهل قريش وضع الحجر الأسود مكانه من / نحن الطريق الأخضر .
google-playkhamsatmostaqltradent