لماذا قيل للسيدة مريم العذراء من قومها " يا أخت هارون " آية 28 من سورة مريم | نحن الطريق الاخضر
"يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرا سوء و ما كانت امك بغياً "
من هو والد السيدة مريم العذراء ؟
من هى والدة السيدة مريم العذراء ؟
اما عمران والد موسي و هارون عليهما السلام بن فاهاث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم .
فنجد السيدة مريم فعلا صاحبة اصل عظيم الناس جميعا يعرفونه .
ما السر وراء مناداة قوم السيدة مريم العذراء لها بـ / يا أخت هارون ؟
لقد ذكر العلماء فى تفسير قوله تعالى " يا أخت هارون " اربعة اقوال ـ من كتاب " مريم ابنة عمران فى المسيحية و الإسلام دراسة مقارنة " رسالة ماجستير من الجامعة الأردنية :ـ
القول الاول :ـ
ان المقصود بـ / هارون هنا انه رجل صالح من بنى اسرائيل اسمه هارون ، ينسب اليه كل من عرف بالصلاح و المراد انك كنت فى الزهد كهارون فكيف صرت هكذا
و يؤيد ذلك حديث المغيرة بن شعبة حينما ساله نصارى نجران فى قوله تعالى السابق ، فأخبره النبى صلى الله عليه و سلم انهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم و هو قول قتادة و كعب و ابن زيد و المغيرة بن شعبه .
القول الثانى :ـ
ان المقصود بـ / هارون هنا أنه اخو موسى ـ عليه السلام ـ فأورد الطبرى حديث عن النبى صلى الله عليه و سلم قال " إنما هو هارون النبى اذ كانت فى اعقابه و إنما قيل يا أخت هارون كما يقال يا أخا تميم اى يا واحد منهم .
القول الثالث :ـ
ان المقصود بـ / هارون انه كان رجلا مشهورا بالفسق فنسبت اليه بمعنى التشبيه لا بمعنى النسبة .
القول الرابع :ـ
ان المقصود بـ/ هارون ان كان للسيدة مريم اخ حقيقى يسمى هارون من صلحاء بنى اسرائيل فذكرت به و ايد هذا القول الفخر الرازى و استدل عليه بما يلى :ـ
1-
أن الاصل فى الكلام الحقيقة و انما يكون ظاهر الاية محمولا على حقيقتها لو كان لها اخ يسمى هارون .
2- انها اضيفت اليه ووصف ابواها بالصلاح و هنا ي صير التوبيخ اشد لان من كان حال ابويه و اخيه هذة الحالة يكون صدور الذنب عنه افحش .
السيدة مريم فى القران الكريم
نحن الطريق الخضر/ يرى بعد التفكر فى الاراء و تدبرها اننا نؤيد القول الثانى و هو ان المقصود باسم هارون هنا فى هذه الآيه هو سيدنا هارون عليه السلام اخو سيدنا موسى عليه السلام و ذلك
للاسباب الاتية :ـ
1- المقصود بكلمة اخت او اخ هنا الرجل او المرأة التى تنحدر من سلالة سيدنا هارون و سيدنا هارون عليه السلام هو رأس القبيلة و الأب الأول الذى تنتسب إليه كل أفراد القبيلة .
2- و السيدة مريم العذراء هى من نسل سيدنا هارون عليه السلام من ناحية امها حنة حيث ان والد حنة من نسل سيدنا هارون عليه السلام .
3- وما يؤيد ذلك ايضاً ان سيدنا هارون عليه السلام عُين هو و ابناؤه و من كان من نسله ليقوموا بواجبات الكهنوت ،
فكان سيدنا هارون عليه السلام يتميز بفصاحة اللسان و القدرة على التعبير و لين القلب و رقة الاسلوب فى التعامل و الصبر و الحكمة و الرأفة و الشفقة الى جانب الصدق و الامانة و الاخلاص و النصح .
4- و كانت حنه والدة السيدة مريم العذراء من نسل سيدنا هارون عليه السلام من ناحية ابيها وكانت عاقرا لم ترزق بولد و طال العمر و تقدمت السنون بحنة و زوجها عمران بن ماثان احد احبار بنى اسرائيل .
و لم تيأس حنة من روح الله ، إنه لم يياس من روح الله الا القوم الكافرون و التجأت حنة الى الله رب السماوات و الارض و توسلت اليه فى خضوع صادق و نذرت له ان يحقق لها ما تتمنى بان يرزقها بولد ، تتصدق به على بيت المقدس ليكون خادما مخلصا .
و استجاب الله عز و جل لدعائها و اثناء حملها مات عمران زوجها قبل ان يرى وليده النور ، صبرت حنة على فقدان زوجها ، ووضعت وليدها فإذا بها انثى ، بنتا و ليست ولدا فتوجهت حنة الى ربها قائلة " رب إنى وضعتها انثى و الله اعلم بما وضعت و ليس الذكر كالانثى و إنى سميتها مريم و إنى أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم " .
تذكرت حنة نذرها الى الله فحملت مريم الى بيت المقدس بعد ان لفتها فى قماش و مضت بها الى الهيكل وفاء لنذرها و أودعت فتاتها بين يدى أحبار الهيكل و سدنة البيت و خدمه و أسلمت أمر فتاتها الى الله عز و جل .
5- فنجد ان حنة كانت تتمنى ولد لخدمة بيت المقدس و هى واجبات الكهنوت التى عين لها سيدنا هارون و ابناؤه و من كان من نسله .
6- و انما جاءت انثى و لكن حنه وفت بنذرها لله عز وجل ، ووهبتها فعلا لخدمة بيت المقدس و تقبلها الله عز وجل بقبول حسن .
7- و لذلك قالوا قوم السيدة مريم لها " يا أخت هارون " بمعنى يا من نسل سيدنا هارون عليه السلام ، تحمل واجبات الكهنوت و خدمة بيت المقدس و ان تكون عابده مخلصة لله عز وجل .
8- كما ان حنة سمتها مريم اى العابدة ، و هى على اسم اخت سيدنا موسى و سيدنا هارون عليهما السلام و كانت اختهما مؤمنة صالحة ذات مسؤؤلية تحب امها و تقف بجانبـها .
و انتظروا الكثير من المواضيع و المقالات القادمة
من موضوعات ومقالات
معكم / نحن الطريق الاخضر
الى اللقاء ،،،،،،،