أبناء النبى من السيدة خديجة ( بنات و بنين ) | السيرة النبوية | الحلقة السابعة | نحن الطريق الأخضر
الحلقة السابعة
من السيرة النبوية
صلى الله عليه و سلم من السيدة خديجة رضى الله عنها (بنات و بنين ) و كيف كانت
.فرحتهم و أمنياتهم و رضائهم بعطاء الله
الرحمن بنت الشاطئ . لقد تحدثنا في الحلقة الخامسة عن كيف تعرف النبى الكريم
و لقد تحدثنا في الحلقة السادسة عن كيف كان بيت النبى و السيدة خديجة ، لمعرفة
بدأت حياة زوجية بين النبى الكريم و السيدة خديجة في بيت جميل يظله الحب
المتبادل و التقدير المشترك و المودة الخالصة ، و نهل الزوجان من نبع السعادة صافياً
لم تشبه شائبة من كدر ثم لم يكد يمضى على زواجهما عامان أو ثلاثة حتى بدت بوادر
.الثمر المبارك للزوجية السعيدة
محتوى الموضوع :ـ
أولاً :ـ بنات النبى من السيدة خديجة الإناث ثانياً :بنين النبى من السيدة خديجة الذكور
أولاً :ـ بنات النبى بالترتيب من السيدة خديجة الإناث
خفق قلب " محمد" صلى الله عليه وسلم فرحاً ، إذ يوشك للمرة الأولى أن يصبح أباً
عن قريب يشهد فلذة منه تخرج الى النور و تستقبل الحياة لتكون امتداد لحياته ، و
.عما قريب يرى صورته ممثلة في كيان صغير لطيف
أما السيدة خديجة رضى الله عنها كانت تشتاق الى ان يكون لها ولد من زوجها الحبيب
محمد بن عبد الله رغم أن ولدت من قبل البنين و البنات من زوجيها السابقين عتيق
.بن عائد المخزومى ، و أبى هالة التميمى
كانت تتمنى السيدة خديجة الانجاب من زوجها الحبيب محمد بن عبد الله الذى لم
يتزوج سواها من قبل و لا عرف مثلها الولد و هو شاب و هي كانت في العقد الخامس
من عمرها .
فلما ظهرت بوادر الحمل فرحت و أقبلت على زوجها تبشره بالخبر السعيد
ثم بعثت رسلها ينشرون هذا الخبر السعيد في دور بنى هاشم و في أحياء قريش و
أغدقت عطاؤها على ذوى الحاجة و كأنها أرادت السيدة خديجة أن تشاركها مكة"
. كلها في فرحتها فلا يبقى فيها جائع و لا محروم
فظلت خديجة طوال شهور الحمل التسعة تعد دنياها لاستقبال الوليد و تختار له
. المرضعة من قبل أن يولد
حتى آن أوان الوضع واجهت خديجة التجربة التي تعرف شدتها و قسوة آلامها في
شجاعة و احتمال بينما كان الزوج الحبيب"محمد" في محرابه ينتظر اللحظه الحاسمة
بلهفة مشوبة بشىء من القلق الى ان انبعثت من غرفة الوالدة صيحة رقيقة واهنة
.معلنة بقدوم الوليد السعيد
انتشرت الاخبار السعيدة الى الحرم فعرف الناس أن خديجة بنت خويلد وضعت
مولودها الأول لمحمد بن عبدالله بن عبد المطلب ، واقترب النبى الكريم من غرفة
زوجته مشتاق ان يرى مولودهما ، ثم فتح باب الغرفة فقابلته "سلمى مولاة صفية بنت
عبد المطلب " تحمل الى الاب طفلته الأولى فتلقاها بين ذراعيه فرحاً و اقترب بها من
زوجته الراقدة في فراش الوضع و تلاقت اعينهما على وجه الوليدة الحلوة و سماها
ابواها " زينب " .
فرحا الابوان بسلامة الوضع رحبوا بمولد طفلتهما الأولى و لم يعكر صفو فرحتهم انها
بنت و ليس ولد حيث انهما كانا في بيئة تفضل البنين عن البنات و ذلك لفطرتهما
.السوية
تمسكت خديجة بوليدتها قبل ان تتركها مع المرضعة المختارة و هذا كان من المألوف
. من عادة أشراف مكة
انشغلا الابوان بالحديث عنها طوال فترة رضاعتها حتى عادت زينب الى البيت بعد
. انقضاء فترة رضاعتها و أضفت على البيت مزيدا من الاشراق و البهجة
و بعد "زينب" استقبلا الابوان اختها "رقية" ، و اعتبر الابوان الكريمان ان ذلك بشرى
خير و بركة فى نماء الاسرة ، ثم جاءت من بعدهما "أم كلثوم" و كان الظن أن يضيق
الابوان بمولد انثى ثالثة فى بيئة مفتونة بالبنين ، و لكنهما أدركا أن الامر فى هذا لله وحده
و لا يمكن أن يجحدوا نعمة الله عليهما و أقبلا على طفلتهما الثالثة شاكرين لله ما
.أعطى طامعين فى المزيد من كرمه
و أقبل العام العاشر من زواج محمد و خديجة و هما يستعدان لاستقبال الثمرة الرابعة
للزوجية المباركة ، و صادف مولدها حادثاً جليلاً فى تاريخ الأب الكريم و تاريخ مكة
الدينى اجمع و هو اعادة بناء الكعبة المشرفة و تجديدها و كان عمر النبى آن ذاك خمسا
و ثلاثين سنة ثم رجع الى بيته حيث ترك زوجته فى الصباح على وشك الوضع و سعى
الى
الكعبة داعيا فكان اول من استقبله عند عودته بشرى مولد ابنته الرابعة "فاطمة" و
اقترنت هذة البشرى ببشرى نجاة قريش على يد الامين مما كان يتهددها من حرب و
.دمار بتحكيمه العادل بين قبائل قريش فى حمل الحجر الأسود
و أقبل محمد على زوجته مهنئاً بسلامة الوضع ثم تلقى طفلته الرابعة يبارك مولدها و
كأنما
رأى فى مولدها مع هذا الحدث آية من الله تحبب اليه رزقه و تصرف سمعه عماكان يقال
حينذاك عن ابوته لاناث اربع و تطلع الى السماء شاكرا حامدا راضيا بما يأتيه من عند
الله ثم اقترب الى زوجته فى عطف و تأثر يريد أن يبث فى نفسها الطأنينة و
الرضى و أن
يهون عليها امراً لا يد لها و لا لأحد فيه ، و انما تلك ارادة الله سبحانه .
و لكن "خديجة" لم تكن فى حاجة الى مواساة فإنها ما كادت تملاْ عينيها من
وليدتها الرابعة
حتى تفتح لها قلبها و قد رأت فيها صورة من أبيها ، فأدركت
ان الله سبحانه
خص هذة الوليدة بعناية منه ، فكانت شبه ابيها فكان هذا يحميها من جفوة
الاستقبال و يفجر لها ينابيع الحب و الاعزاز .
ثانياً :أبناء النبى من خديجة الذكور
بقى للابوين "النبى والسيدة خديجة " كى تتم سعادتهما ـ مطلب واحد و هو ان يهبهما الله
مولودا ذكرا بعد ان من عليهما باناث اربع ، و بدا الامل بعيدا اذ كانت السيدة خديجة
قد جاوزت بعد مولد فاطمة سن الخمسين لكنها مع ذلك لم تكن قد بلغت مرحلة
اليأس و من ثم لم يقطع الزوجان الرجاء فى فضل الله ، ثم استجاب الله لدعائهما
فوهبهما غلامهما " القاسم " و كان يكنى به ابيه سيدنا رسول الله ، ثم جاء بعد القاسم
عبد الله و كان يُدعى بـ / الطيب و الطاهر لانه ولد فى مستهل البعثة ، فتضاعفت
الفرحة
لكن الله لم يشأ للوليدين أن يعيشا طويلا بل ما لبث ان استرد الله الوديعتين الغاليتين احدهما بعد الاخر قبيل البعثة او فى مستهله
و لا يمكن ان نقول ان محمدا تجرد من حب البنين فما كانت بشريته صلى الله عليه
وسلم لتسمح له بذاك و لا كانت فطرته السوية التى تجمد فيها أسمى المشاعر
الانسانية و تنزع منها غريزة يرتهن بها حفظ النوع و عمران الكون
و لقد فاضت أبوة النبى على اثنين كانا له بمثابة الولد :ــ
أولهما
على ابن ابى طالب و كانت قريش قد أصابتها أزمة شديدة و أبو طالب ذو عيال ، فقال
محمد لعمه العباس ، أغنى بنى عبد المطلب "أن أخاك ابا طالب كثير العيال و قد
اصاب الناس ما ترى من هذة الازمة فانطلق بنا اليه فلنخفف عنه من عياله أخذ من
بنيه رجلا و تأخذ أنت رجلا
ووسع محمد لابن عمه "على" مكان فى بيته ، او فى قلبه ثم زوجه بعد الهجرة من فاطمة
الزهراء أصغر بناته و احبهن اليه
أما الثانى
فهو زيد بن حارثة الكلبى و كانت امه سعدى بنت ثعلبة خرجت به صبيا لتزور أهلها فى
طىء ، فأصابته من بنى القين فباعوه بسوق حباشه ، و اشتراه حكيم بن حزام بن خويلد
لعمته السيدة خديجة التى وهبته زوجها قبل المبعث فأعتقه و تبناه وأذاع فى الملاء من قريش انه ابنه وارثا و موروثا فصار يُدعى زيد بن محمد .
حتى جاء أمر الاسلام " ادعوهم لآبائهم" فدعى زيد ابن حارثة و ظل مع ذلك مقربا الى الى محمد و عزيزا عليه .
ثم كان هناك بنو خديجة من زوجيها السابقين و الراجح ان واحد منهم كان يعيش مع امه فى رعاية زوجها النبى الهاشمى الامين و هو صلعم .
وظل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى اخريات اعوامه يشتاق الولد و يلتمس الوسيلة اليه حتى اذا وهبه الله على الكبر غلاما امتلاءت نفسه الكبيره هناءة و فرحا لولا ان الله لم يمهل "ابراهيم " غير ثمانية عشر شهرا ثم قبضه اليه .
فحزن لفقده أشد الحزن و لم يكتم المه و لا ملك دموعه و ان ظل على الحزن مستسلما لقضاء الله .
لمشاهدة الفيديو و معرفة المزيد
فكانت الحكمة الالهية من ذلك هو :ــ
الا يكون لمحمد فى تلك البيئة المفتونة بالبنين ولد ذكر ، أراد الله أن يروض الرجل الذى سوف يصطفيه نبياً على احتمال أبوة الأنوثة و الصبر عليها ليعده للرسالة الجليلة التى يقوم بتبليغها و لكى ينشأ على الاعتداد بالذات و عدم
الانتصار بالولد و يكون فى أبوته لبنات اربع قدوة صالحة للمصدقين برسالته التى أعزت الأنوثة و قررت لها من الحقوق ما لا تزال نساء من العصر الحديث يناضلن للحصول على هذة الحقوق
ـ و بذلك / نحن الطريق الأخضر ـ تكون تحدثت عن أبناء النبى من السيدة خديجة ( بنات و بنين )و كيف كانت مشاعر و عواطف كلا الزوجين
ـ يبدى / نحن الطريق الأخضر ـ إعجابه بالوصف الرشيق لـ / عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ ـ في كتاب بنات النبى ـ حيث وصفت مشاعر و عواطف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما حملت السيدة
خديجة و كيف كانت فرحته بهذا الخبر إنه سيصبح أباً .
والوصف الخاص بانتظار الاب الكريم لوليده باشتياق ، و كيف كان حنانه على زوجته عندما وضعت مولودها و فرحة النبى بأن يكون مولوده بنتاً و ترحيبه ، ثم استقباله للبنت الثانية و الثالثة و الرابعة بفرحة و رضا فى كل
مرة.
و ايضا أمنيته فى ان يكون له ولد فهو بشر يتمنى و يدعو و يرضى بقضاء الله ، و كيف كانت السيدة خديجة تربى بناتها و تهتم بشئون عائلتها
انتظروا من / نحن الطريق الاخضر ـ الحلقة الثامنة من السيرة النبوية : كيف كانت
،،،،الى اللقاء