recent
أخبار ساخنة

جهر النبى بالدعوة و اعتراضات المشركين على الدعوة

جهرالنبى بالدعوة و اعتراضات المشركين على الدعوة 

استكمالا لحلقات السيرة النبوية ففى الحلقة الرابعة عشر نتحدث عن جهرالرسول صلى الله عليه وسلم  بالدعوة ، فكيف الرسول بلغ الدعوة  وما هى مظاهر الدعوة الجهرية ، و كيف كان موقف المشركين و اهم اعتراضاتهم على هذة الدعوة.

فبعد الاعداد الذى قام به الرسول صلى الله عليه وسلم لتربية اصحابه على اسس عقدية و خلقية رفيعة المستوى حان موعد اعلان الدعوة بنزول قول الله تعالى : " و أنذر عشيرتك الأقربين " سورة الشعراء آية 214 .

محتوى الموضوع :ـ

أولاً : مظاهر جهر الرسول صلى الله عليه وسلم  بالدعوة

ثانياً : مراحل الدعوة الجهرية

ثالثاً : اعتراضات المشركين على هذة الدعوة



جهر النبى بالدعوة و اعتراضات المشركين على الدعوة





أولاً : مظاهر جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة

فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم قبيلته و عشيرته و دعاهم علانية الى الايمان بإله واحد و خوفهم من العذاب الشديد إن لم يؤمنوا و ينصحهم بإنقاذ أنفسهم من النار وأنهم مسئولين عن اختيارتهم .

و صعد الرسول صلى الله عليه و سلم على جبل الصفا ثم نادى على قبيلته و عشيرته حتى اجتمعوا و قال لهم : " أنقذوا أنفسكم من النار .." و قال لهم أيضاً :" فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد".

فسكت القوم لأنهم كانوا يعلمون أن محمد صادقاً فى كلامه أميناً و لكن ابا لهب قال : " تباً لك ".

و نلاحظ انه عندما قام الرسول صلى الله عليه وسلم بأعلان الدعوة قد وضع للامة اسس الاعلام :ـ

ـ فقد اختار مكانا عاليا و هو الجبل ليقف عليه و ينادى على جميع الناس فيصل صوته الى الجميع .

ـ و اختار ايضا الرسول صلى الله عليه و سلم الاساس الذى يبنى عليه كلامه و هو الصدق .


ثانياً : مراحل الدعوة الجهرية

فكانت المرحلة الاولى من الدعوة العلنية 

ان الرسول بدأ دعوته العلنية بإنذار عشيرته الاقربين فكانت الدعوة فى مكة لها اثر خاص لان هذه البلد لها مركز دينى خطير و بالتالى لهذة الدعوة اثر كبير على بقية القبائل .

ثم جاءت المرحلة الأخرى من الدعوة العلنية : 

و هى الدعوة لكل من يلتقى بالرسول من الناس فكان عليه أفضل الصلاة و السلام يدعو الناس فى انديتهم و فى مواسم الحج و يدعو حر و عبد و قوى و ضعيف و غنى و فقير .


ثالثاً : اعتراضات المشركين على الدعوة

و كانت النتيجة للجهر بالدعوة  الصد و الاعراض و الايذاء و التكذيب و الكيد المدبر المدروس و قد اشتد الصراع بين النبى صلى الله عليه و سلم و بين المشركين  ، و عندما اشتد هذا الصراع أصبح الناس فى مكة يتناقلون اخبار ذلك الصراع فى كل مكان و كان هذا مكسب عظيم للدعوة ساهم فيه الاعداء و بذلك سمع الناس بنبوة الرسول صلى الله عليه و سلم فى المجالس و نوادى القبائل و فى بيوت الناس .

كانت اعتراضات المشركين على هذه الامور و هى  :ـ وحدانية الله سبحانه و تعالى  ، الايمان باليوم الآخر ، رسالة النبى صلى الله عليه و سلم  ، القرآن الكريم الذى أنزل عليه من رب العالمين .

أولاً : اعتراضهم على الوحدانية :ـ

لم يكن كفار مكة ينكرون ان الله خلقهم و خلق كل شىء و لكنهم كانوا يعبدون الاصنام و يزعمون انها تقربهم الى الله .

و كان تصورهم لله تعالى و لعلاقته بخلقه غير صحيحا فانهم يزعمون ان الله سبحانه و تعالى له صاحبه من الجن و انها ولدت الملائكة و ان الملائكة بنات الله .

فكانت الآيات القرآنية تنزل مبينة ان الله عز و جل خلق الجن و الملائكة كما خلق الأنس و إنه لم يتخذ ولداً و لم تكن له صاحبة و تطالب المشركين باتباع الحق و عدم القول بالظنون و الاوهام و حملهم مسئولية أقوالهم التى لا تقوم على دليل.

ثانياً :كفرهم بالاخرة :ـ

فكانت دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم الى الايمان باليوم الاخر فقد قابلها المشركون بالسخرية و التكذيب .

فقد كانوا ينكرون بعث الموتى و انه لا توجد حياة فى غير الدنيا و يطلبون احياء آبائهم ليصدقوا انه يوجد آخرة و فاتهم ان الذى خلقهم أول مرة قادر على يحييهم يوم القيامة .

كانت اساليب القرآن الكريم فى اقناع الناس بالبعث اعتمدت على خطاب العقل و الانسجام مع الفطرة و التجاوب مع العقول فقد ذكر الله عباده ان حكمته تقتضى بعث العباد للجزاء و الحساب .

فإن الله خلق الخلق لعبادته و لاتباع امره و لاجتناب نهيه فمن العباد من رفض الاستقامة على طاعة الله و طغى و بغى ، فبعد ان يموت الصالح و الطالح لابد ان يجزى الله المحسن بإحسانه و المسىء بإساءته .

فالذين ظلموا أنفسهم هم الذين يظنون الكون خلق عبثا لا لحكمة و انه لا فرق بين مصير المؤمن المصلح و الكافر المفسد و لا بين التقى و الفاجر .

و ذكر الله سبحانه و تعالى فى كتابه إحياء بعض الاموات فى هذه الحياة الدنيا فأخبر الناس فى كتابه عن اصحاب الكهف بان ضرب على آذانهم فى الكهف 309 سنة ثم قاموا من نومهم بعد تلك السنين الطويلة .

ثالثاً : اعتر اضهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم:ـ

اعترضوا على شخص الرسول صلى الله عليه و سلم فقد كانوا يتصورون ان الرسول لا يكون بشراً مثلهم و انه ينبغى ان يكون ملكاً او مصحوبا بالملائكة .

و كانوا يريدون رسولا لا يحتاج الى طعام و سعى فى الاسواق .

و يريدون ان يكون الرسول كثير المال كبيرا فى اعينهم فكانوا يريدون الوليد بن المغيرة بمكة و عروة بن مسعود الثقفى بالطائف .

و نسبوا الرسول صلى الله عليه و سلم الى الجنون ، كما نسبوه الى الكهانة و الشعر ، كما انهم يعلمون انه لا ينظم الشعر و انه راجح العقل و ان ما يقوله بعيد عن سجع الكهان و قول السحرة .

و نسبوه صلى الله عليه و سلم الى السحر و الكذب .

و كانت الآيات تتنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم تفند مزاعم المشركين و تبين لهم ان الرسل السابقين تم الاستهزاء بهم و ان العذاب كان للمستهزئين ، و هذه الآيات تعلم الرسول صلى الله عليه و سلم ان المشركين لا يكذبون شخصه و لكنهم يكذبون رسالته .

رابعاً : موقفهم من القرآن الكريم :

لم يصدقوا ان القرآن الكريم منزل من الله و اعتبروه شعر  و لكن الشعراء ادركوا ان القرآن الكريم ليس شعراً و من كذب المشركين و عنادهم قالوا ان محمد يتعلم القرآن من رجل أعجمى ، و كيف يقولون ذلك و القرآن به المعانى التامة الشاملة و الفصاحة و البلاغة كيف يكون القرآن بذلك الامر و يكون من رجل اعجمى فمن يقول بذلك الكلام ليس لديه اى عقل .

و اعترضوا المشركين على طريقة نزول القرآن ، فطلبوا ان ينزل جملة واحدة مع ان نزولة مفرقاً أفضل لتثبيت قلوب المؤمنين به و تيسير فهمة و حفظه .

فلما اعترضوا المشركون على القرآن تحداهم الله بأن يأتوا بمثله و أعلن عن عجز الانسان و الجن مجتمعين عن ذلك بل هم عاجزون عن ان يأتوا بعشر سور مثله و حتى السورة الواحدة هم عاجزون عنها ، فعجزهم مع ان الفصاحة من صفاتهم ففى هذا دليل على ان القرآن كلام الله الذى لا يشبهه شىء فى ذاته و لا فى صفاته .


google-playkhamsatmostaqltradent