أهمية التوكل على الله مع الاخذ بالاسباب
- من السنن الربانية التى تعامل معها النبى صلى الله
عليه و سلم سنة الأخذ بالاسباب و هى سنة مقررة فى كون الله تعالى بصورة واضحة فسبحانه
و تعالى ارسى الارض بالجبال و انبت الزرع بالماء ، فالمسببات مرتبطة بالاسباب بعد
ارادة الله تعالى .
ـ لقد وجه الله عباده المؤمنين الى وجوب مراعاة سنة الأخذ بالأسباب ، فى كل شؤؤنهم ، الدنيوية و الأخروية سواء قال تعالى : " و قل اعملوا
فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون الى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم
بما كنتم تعملون " .
- و هكذا يؤكد الله تعالى على ضرورة مباشرة الاسباب فى كل
الامور و الاحوال .
- و رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ بهذة السنة
الربانية و هى سنة الاخذ بالاسباب ، و كان يوجه اصحابه دائما الى مراعاة هذة السنة
الربانية فى امورهم الدنيوية و الاخروية على السواء .
- التوكل على الله ـ تعالى ـ لا يمنع من الأخذ بالأسباب
، فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الايمان بالله و طاعة الله فيما يأمر به من اتخاذها
و لكنه لا يجعل الاسباب هى التى تنشىء النتائج فيتوكل عليها .
- ان الذى ينشىء النتائج و الاسباب هو قدر الله ، فلا علاقة بين السبب و النتيجة فى شعور المؤمن
، اتخاذ السبب عبادة بالطاعة و تحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب .
- و بذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للاسباب و التعلق
بها و فى الوقت ذاته يأخذ بالاسباب على قدر طاقته لينال ثواب طاعة الله فى
الاخذ بالاسباب .
- و لقد قرر
النبى صلى الله عليه وسلم فى احاديث كثيرة ضرورة الاخذ بالاسباب مع التوكل على
الله سبحانه و تعالى ، يروى انس بن مالك
رضى الله عنه : ان رجلا قال : يا رسول الله أعقلها و أتوكل أو أطلقها و أتوكل ـ و كأنه
كان يفهم ان الاخذ بالاسباب ينافى التوكل على الله تعالى ـ فوجهه النبى صلى الله
عليه وسلم الى ان مباشرة الاسباب امر مطلوب و لا ينافى التوكل على الله سبحانه و
تعالى ـ فقال له صلى الله عليه و سلم : " اعقلها و توكل " .